منوعات

• إعجاز القرآن الكريم

بقلم الاستاذة الدكتورة شمس راغب

• إثبات إعجاز القرآن هو أحد المقاصد المهمة للبيان القرآني ؛
فالقرآن الكريم معجزة ربانية خالدة على صفحات الدهر ، تدل دلالة واضحة على حقيقة الوحدانية وصدق الرسالة المحمدية ؛
وقد تحدى القرآن الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن
مجاراته مع توفر الدواعي والأسباب .

• قال تعالى : ” قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا
بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ”
الإسراء : مكية ٨٨ .
•وإذا كان أئمة البيان في عصر التنزيل قد عجزوا فسائر الخلق
أشد عجزا ؛ ذلك أن وجوه الإعجاز فيه كثيرة ، فهي تشمل كل
القضايا والحقائق التي احتوى عليها ، ولكن يبقى مجال البلاغة
هو المجال الأبرز من بين تلك الوجوه .

• والإعجاز البياني هو أهم أنواع الإعجاز القرآني ، فبين كل الكتابات الدينية الموجود في العالم القديم والحديث ؛ فيأتي
القرآن الكريم فريدا بصورة مطلقة في بلاغته وبيانه ؛ فهو معجز
في الأسلوب والصياغة ، والمقارنة البسيطة بين أسلوبه وما ورد

في بعض الكتب الدينية المقدسة الأخرى ، تثبت أن القرآن الكريم مختلف في تعبيره عن الأساليب البشرية المعروفة في
الخطاب والرواية التاريخية ، فالروح الإلهية هي الطابع المميز
للقرآن ، إنه فريد من نوعه في السرد والتسجيل ، ومختلف
تمام الاختلاف عن أي فن أدبي أو تجربة إبداعية إنسانية .

• التعبد بتلاوة القرآن :

• هدف البيان القرآني هو التعبد بتلاوته ” أعلى درجات الذكر
هي تلاوة القرآن الكريم ” فقد أمر الله تعالى بقراءته منذ نزوله
الأول على قلب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بكلمة
” اقرأ ” وأمر المؤمنين بقراءته ، قال تعالى : ” فاقرأوا ماتيسر

من القرآن ” المزمل مكية : وجعل تلك قراءة القرآن من أفضل العبادات والقربات التي يتحقق بها عامل مهم من عوامل المحافظة على القرآن وبقائه محفوظا من أن تطوله أيادي التحريف والتبديل .

• والتعبد بتلاوته يسهم في تحقيقه الوحدة اللغوية للمسلمين ،
وييسر عليهم سبل التخاطب والتفاهم فيما بينهم ، وهذا من شأنه الإسهام في تحقيق الهداية الربانية ، وتمكين الوحدة الدينية
بين جميع المسلمين .

• إثبات حجية السنة النبوية :

• يهدف البيان القرآني إلى إثبات حجية السنة النبوية ؛ بوصفها
الأصل الثاني في التشريع بعد القرآن الكريم ، والتطبيق العملي
لما جاء فيه ، وهي الشارحة لألفاظه ومعانيه ، وقد وضع القرآن القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام ، وعنيت السنة
بتفصيل هذه القواعد وبيانها ، وقد جاءت الآيات المتكاثرة آمرة
باتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – والاحترام بسنته والعمل
بها ، قال تعالى :” إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا
قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ” آل عمران : مدنية ١٦٤

• وقد ذهب العلماء إلى أن المراد بالحكمة من هذه الآية سنة
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وهو قول الإمام الشافعي.
” رحمه الله ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى