منوعات

” قافلة الدهشة ” قصة قصيرة لسهير شكري 

” قافلة الدهشة ” قصة قصيرة لسهير شكري من مجموعة بهجة مراوغة 

ظللتة عمري كله أروي شجر الانتظار وأطعم طيور الرحيل حتى صرت في حضرة الاحتضار ضاع العمر ركضا خلف قطار الأيام الذي مضي دون توقف يقفز فوق الحواجز ويتخطي الحفر  وأنا أسيرة انفلاته أحاول أن أنزل في إحدى محطاته لالتقاط الأنفاس دون جدوى .أدركت أني لامحالة اسير في طريق العودة بلا عودة ليس معي غير حقائب أحزاني الثقيلة  أحملها أينما توجهت

فوجئت بقطاري ينحرف عن قضبانه وانقلب فوقعت علي الأرض رحت في غيبوبة .أو نوم لا أدري

وجدتني في مكان غريب لم تطأه قدمي .من قبل ومازلت قابضة علي حقيبة أحزاني …لكن لا أدرى أين أنا؟ ومن هؤلاء؟.وكأن قطار الأيام ألقي بي في قافلة الدهشة

سألت كبيرهم

في الأيام نحن ؟

— يوم الإثنين

–ها يوم محمود يا عبد الله

— كل شيء مكتوب اليوم والمكان فلا تبحثي عن الحقيقة قد تكون الحقيقة خيال والخيال حقيقة..  فقط أكتبي

— ما أنا بكاتبة أخشي أن تأتي كلماتي مرتبكة  أو عفوية تهرب لفراغ وهوامش فأنا أري اليقين سرابا والهوي هاوية والموت رجلا…لا …لا …لا أتقن إلا فن الإنصات فترفق بي وقل لي فى أي زمان نحن ؟

— رد رفيقه الأسمر الطويل قائلا:

— هذا زمن المراثي

—- ماهو المكتوب ؟

— تقدمت امرأة قائلة:

— اربي فنجانك لأقرأ لك المكتوب

انفجر فنجاني مكسورا حينما بحت له ببعض أحزاني ..فبكيت قائلة :

– لابأس وشوشي الودع فسررت له بأشجان الرحيل

لاحت لي امرأة طويلة ممشوقة القوام امسكت بيدي في حنان قائلة:

لما تقبضين على حقيبة أحزانك ؟ ألقي بها في النار .

فألقيت قالت لي :

تعالي معي  سأريك ممرات سرية للفرح

سرت معها في ممراتها رأيت إمراة توليني ظهرها ووجهها للحائط ترسم جدارية للحنين ..وأنا أقول لنفسي ..هل هذه رؤية أم أطغاث أحلام !  فقمت من نومي ومازلت جالسة أحاول أن أمرق من أحلام الأفق الغائم

أمسكت بقلمي  وتركت جسدي الذابل للريح تحملني لأرض حبلى  بالاحلام  أحطم سلاسل وقيودا لم أدرك إلا الٱن أني عشت الحلم قبل أن أغادر هذا الزمان  وأهجر هذا المكان 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى