الاستعداد لنقل مليوني حاج.. تهيئة الطرق بتقنية الاهتزازات
اعداد : رافت عبده
يتم تجهيز الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة بتقنية الاهتزازات التحذيرية لرفع مستوى السلامة على الطرق، وهي عبارة عن مطبات منخفضة عن سطح الأسفلت بأبعاد محددة وترتيب وتكرار محدد يتم تنفيذها على أكتاف الطرق باستخدام سيارات حديثة مزودة بعدد من التقنيات المخصصة بإنشاء المطبات.
وتجرى الاستعدادات على قدم وساق مع اقتراب موسم الحج ، الذى تفصله عن بدايته أيام معدودة، وفى هذا السياق ،
وهى تستخدم للمرة الأولى فى موسم الحج، وتكمن فوائدها في تنبيه مستخدمي الطرق السريعة بإصدار أصوات معينة لمجرد خروجهم عن المسار المخصص في حال شعورهم بالنعاس أثناء القيادة أو استعمال الهاتف أو عدم وضوح الرؤية بسبب الأحوال الجوية.
يأتى هذا فى سياق منظومة النقل والخدمات اللوجستية التى يتم توفيرها لضيوف الرحمن.
تكلفة الحج
ومن جانبه أوضح وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، أن الحكومة السعودية نفذت حزمة من المبادرات النوعية والتشريعات
لإتاحة الفرصةلأكبر عدد من المسلمين من أنحاء العالم لتأدية مناسك الحج والعمرة، لإثراء التجربة الإيمانية، فضلا عن تخفيض التكلفة النهائية على الحاج والمعتمر.
قطار المشاعر
وفى سياق الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، يستعد قطار المشاعر المقدسة لنقل مليوني حاج ويعد أحد أبرز المشاريع التي نفذتها المملكة العربية السعودية، وهو قطار كهربائي ترددي صمم يخدم ضيوف الرحمن في موسم الحج من كل عام فيقوم بنقلهم بين المشاعر المقدسة بين كل من منى وعرفات ومزدلفة.
ويعمل قطار المشاعر المقدسة على خط حديدي يبلغ طوله 18كيلومتراً ينطلق من منطقة تخزين القطارات ليعبر تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث في مشعر مزدلفة وثلاث في مشعر منى آخره تقع بجوار جسر الجمرات وتبلغ سرعة القطار 80 كيلو متراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة.
قطار المشاعر
ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة الآف راكب في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ 20% من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة.
وتحتوي محطات قطار المشاعر المقدسة على جسور ربط مخصصة لنقل الركاب للدور الأرضي للمحطة من الجهة المقابلة لها، وكذلك على منحدرات مخصصة لنقل الركاب من رصيف المحطة، بالإضافة لمصاعد كهربائية تهدف لتسهيل دخول وخروج الحجاج للمحطة وبشكل خاص كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
كما روعي في تصميم المحطات عدد أبواب الدخول والخروج للقطار المشاعر والبالغ عددها 60 باباً لكل جانب حيث تحتوي المحطات على العدد ذاته من الأبواب لتسهم في دخول وخروج سلس للحجاج أثناء رحلتهم على متن القطار.
ويسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر، فبالإضافة إلى وصول هذا العدد الكبير من الحجاج بيسر وسهولة لأداء مختلف المناسك في وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن وجود القطار يسهم في ازاحة ما يقارب الخمسين ألف حافلة ركاب من الطرق أثناء موسم الحج، وهو ما يخفض من الازدحامات المرورية وكذلك يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية.
ويتم تنظيم حركة القطار وفقاً للاحتياج اليومي في موسم الحج وبحسب النسك المفروضة لكل يوم فيتم من خلال مركز التشغيل والتحكم بالمقر الرئيسي لإدارة القطار تحديد مواقع مرور وتوقف القطار وذلك من خلال خمس حركات مختلفة تبدأ من اليوم السابع من ذي الحجة وحتى نهاية أيام التشريق.
معارض افتراضية
وعلى صعيد آخر، تعزز رئاسة الحرمين تجربة حجاج بيت الله الحرام معرفيا وحضاريا وثقافيًا عبر إقامةً عشرين معرضًا مختلفًا خلال موسم الحج الحالي للمرةً الأولى في تاريخ الحرمين، وستتنوع المعارض ما بين الميدانية في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة والمعارض الرقمية والمعارض الافتراضية والمعارض المتنقلة في مكة وجدة بالتنسيق مع جهات حكومية في سبيل التعاون والتكامل في خدمة ضيوف الرحمن والحجاج، وتوفير فرصة لأكبر عدد ممكن من الزوار والحجاج للإطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين ومراحل تطورهما.
ومن جانبه ، أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ان اقامة عشرين معرضا خلال موسم الحج تعد خطوة غير مسبوقة كون هذه المعارض قوة اثرائية ضخمة و فرصة ثمينة لملايين من ضيوف الرحمن ، للتعرف على قصص النجاح للحرمين والكثير من المعالم التراثية والتاريخية التي ارتبطت بقصة الصعيد الطاهر الذي احتضن قصة بداية نور الإسلام ونزول الوحي وإيصال الصورة التاريخية والحضارية للمنظومة الخدمية بالحرمين الشريفين ورسالة المملكة التسامحية المعتدلة للعالم فضلا عن تعزيز التواصل الثقافي والإثراء المعرفي وتوفير فرصة للحجاج للتعرف على ما يقدم في الماضي والحاضر في المسجد الحرام والمسجد النبوي، مشيرا الى ان هذه الخطوة الجديدة تعكس التزام الرئاسة بتطوير إثراء تجربة ضيف الرحمن مما يعزز أهمية هذه المعارض ثقافيًا ويعكس رؤية المملكة في تنمية وتطوير الخدمات في موسم الحج .. ويشارك في إعداد وتنفيذ وإقامة هذه المعارض أكثر من أربعين موظفًا متخصصًا في مجال المعارض، يقدمون شرحًا يتضمن معلومات هامة حول المعروضات وتاريخها الثقافي، لضمان تجربة فريدة للزوار والحجاج.
و تهدف المعارض إلى إبراز الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن وتوعية القاصدين ورفع مستوى وعيهم بالخدمات والبرامج والمبادرات التي تقدمها الرئاسة لضيوف الرحمن خلال الأركان المتميزة والصور المعبرة خصوصاً أنها تحوي محتويات قيمة تضرب عميقاً في جذور التاريخ، وتحكي التطور الكبير الذي شهده الحرمان الشريفان عبر العصور، وخصوصاً خلال العهد السعودي و فرصة للاطلاع على المعالم الأثرية والدينية التي تضمها أجنحة المعرض وأركانه، والتعريف بالثقافة السعودية وتطورها الحضاري والتقني، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها في تطوير كفاءة الخدمات والرقي بالإمكانات المقدمة إلى قاصدي الحرمين الشريفين.