تطوير القاهرة التاريخية سيسهم فى إثراء السياحة الروحانية
كتب : رافت عبده
تشهد مصر طفرة عمرانية غير مسبوقة، تتمثل فى القضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وإعادة تطوير المناطق الحضارية وإحيائها، كما يحدث فى «القاهرة التاريخية»، والاهتمام ببناء مدن الجيل الرابع التى وضعت على عاتقها تغيير الخريطة العمرانية فى البلاد، وحل أزمات التكدّس السكانى، فضلاً عن جذب استثمارات أجنبية حقيقية فى هذا المجال.
حيث أن مدن الجيل الرابع وصلت إلى 14 مدينة، منها مدينة العلمين الجديدة، مدينة المنصورة الجديدة، شرق بورسعيد، مدينة الجلالة، الإسماعيلية الجديدة، امتداد مدينة الشيخ زايد، مدينة ناصر غرب أسيوط، غرب قنا، توشكى الجديدة، حدائق أكتوبر، مدينة شرق ملوى، والفشن الجديدة، فهذه المدن تتوافق مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة 2052.
أما عن مشروع تطوير وإعادة إحياء منطقة القاهرة التاريخية، و أن هذه المنطقة تمثل عبق التاريخ للقاهرة الفاطمية، مشيداً بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة الانتهاء من عملية التطوير، قائلاً: «رغم الاهتمام بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، إلا أن الدولة لن تغفل عن تطوير وإعادة إحياء الأماكن التراثية فى القاهرة التى تدل على عبق التاريخ».
حث أن تطوير القاهرة التاريخية سيسهم فى إثراء السياحة الروحانية، فمصر بها آثار إسلامية تعبّر عن المراحل المختلفة من التاريخ الإسلامى وأيضاً مزارات وآثار مسيحية ويهودية، مشيراً إلى أن التطوير الخاص بالقاهرة سيمر بعدة مراحل، حتى يصل إلى الصورة التى تجعل هذه المنطقة جاذبة للسياحة، وبالصورة التى تليق بها، فكان يجب القضاء على العشوائيات ونقل القاطنين فيها إلى مساكن كريمة، وكان يجب تهيئة البنية التحتية واستحداث وسائل مواصلات حديثة وإنشاء فنادق وأيضاً ترميم وتطوير هذه المنطقة بمعالمها الأثرية المتعدّدة.
و أن إنشاء المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية، ونقل المبانى الحكومية إليها، أحد أهدافها فتح شرايين جديدة للحركة وللوصول إلى القاهرة التاريخية دون ازدحام، لتكون القاهرة التاريخية مركزاً للسياحة الروحانية يتوافد إليها السائحون دون تعارض مع وجود الوزارات الحكومية، مما سيؤدى إلى جذب أعداد أكبر من السائحين إليها على مدار العام.
وأن منطقة القاهرة التاريخية معلم سياحى عظيم، كان من الضرورى الاهتمام بها وإبرازها من خلال أعمال التطوير الموجودة بها الآن، منوهاً بأنها ستسهم فى زيادة أعداد السائحين المثقفين، من السياحة الداخلية والخارجية، خاصة فى ظل إنشاء فنادق بالمنطقة على الطراز الإسلامى الفاطمى القديم. و بعمل مختلف الوزارات والهيئات الحكومية القائمة على العمل، من وزارة الإسكان إلى وزارة الآثار والسياحة ووزارة الثقافة، فكل الوزارات تعمل فى إطار واحد للحصول على أفضل إنتاج ممكن، فأعمال التطوير لا تأتى هباءً، بل هى قائمة على دراسات، من أبرزها دراسة أصل كل منطقة من قِبل وزارة السياحة والآثار، لمعرفة كل المعلومات الحقيقية عن التراث الذى يتم ترميمه، حتى يتم إخراجه فى صورته الأصلية التى كان عليها. وأردف عضو لجنة الإسكان فى «النواب» بأنه بفضل توجيهات الرئيس السيسى ومتابعته الدؤوبة، تم الانتهاء من كل الأعمال والأشغال التى تمت خلال السنوات السابقة، مقدّماً الدعم لصندوق التنمية الحضرية الذى أسهم أيضاً فى إحياء تراث الكثير من المناطق، منها مثلث ماسبيرو، وسور مجرى العيون، وحدائق الفسطاط.