الصحةوجمال

انعكاس أهمية الإعلام كأداة لبناء وعي المجتمع

بقلم : رافت عبده

انعكاس أهمية الإعلام كأداة لبناء وعي المجتمع يعدّ من الركائز الأساسية في بناء وتطوير المجتمعات

الحديثة. فهو لا يقتصر على كونه وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل يتجاوز ذلك ليكون أداة

فاعلة في تشكيل الوعي الجماعي وبناء القيم والمعتقدات. يعتبر الإعلام بمختلف أشكاله – المرئي،

والمسموع، والمكتوب، والرقمي – وسيلة رئيسية للتأثير على الرأي العام وتوجيهه، وهو ما يجعله ذو

أهمية بالغة في تحقيق التنمية الشاملة والنهضة الثقافية والاجتماعية.

دور الإعلام في نقل المعلومات

 

الإعلام يلعب دورًا حيويًا في نقل المعلومات بشكل دقيق وسريع إلى الجمهور. هذه المعلومات تشمل

الأحداث الجارية، التطورات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية. من خلال تغطية الأخبار

والمستجدات، يساعد الإعلام الأفراد على فهم ما يجري حولهم، مما يمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة.

على سبيل المثال، في الأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19، كان للإعلام دور محوري في نشر التوعية

حول سبل الوقاية وأهمية التباعد الاجتماعي، مما ساهم في الحد من انتشار الفيروس وإنقاذ الأرواح.

بناء الوعي الجماعي

 

إلى جانب دوره في نقل المعلومات، يساهم الإعلام في بناء الوعي الجماعي. الإعلام ليس مجرد ناقل

للأحداث، بل هو مُشَكِّل للرؤى والأفكار. من خلال البرامج التثقيفية والوثائقية، والمقالات التحليلية،

والنقاشات العامة، يسهم الإعلام في تشكيل وعي الأفراد بالقضايا المختلفة مثل حقوق الإنسان، البيئة،

الديمقراطية، والمساواة بين الجنسين. هذه البرامج تساهم في تثقيف الجمهور وتوعيته بالقضايا التي

تؤثر على حياتهم اليومية ومستقبلهم.

تعزيز الحوار المجتمعي

 

 

الإعلام يُعَدّ منصة للتعبير عن الرأي وحرية التعبير، وهو ما يعزز من الحوار المجتمعي. من خلال البرامج

الحوارية والمنتديات والنقاشات المفتوحة، يتيح الإعلام المجال للأفراد للتعبير عن آرائهم ومناقشة القضايا

المهمة. هذا الحوار الفعّال يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل والتسامح، ويشجع على حل النزاعات

بطرق سلمية. إضافة إلى ذلك، يساعد الإعلام في تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال مراقبة أداء

الحكومات والمؤسسات، مما يسهم في تحسين الحوكمة والحد من الفساد.

التأثير على القيم والمعتقدات

 

 

الإعلام له تأثير كبير على تشكيل القيم والمعتقدات في المجتمع. من خلال المحتوى الذي يقدمه، يمكن

للإعلام أن يعزز من القيم الإيجابية مثل التسامح، الاحترام، والتعاون، أو على النقيض يمكنه أن يروج

للقيم السلبية مثل الكراهية والتعصب. على سبيل المثال، المسلسلات التلفزيونية والأفلام يمكن أن

تلعب دورًا في نشر القيم الثقافية والاجتماعية، وإبراز القضايا الاجتماعية الهامة مثل الفقر، والعدالة

الاجتماعية، والعنف الأسري.

الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي

 

 

في العصر الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الإعلام. هذه الوسائل قد أحدثت

ثورة في طريقة تبادل المعلومات والتواصل بين الأفراد. من خلال منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام،

أصبح بإمكان الأفراد نشر آرائهم وأفكارهم بسهولة والوصول إلى جمهور واسع. هذه الوسائل تساهم في

تعزيز الوعي بالقضايا العالمية والمحلية بسرعة فائقة، لكنها تتطلب أيضًا التحلي بالمسؤولية في نشر

المعلومات والتحقق من صحتها لتجنب نشر الأخبار الكاذبة والمضللة.

التحديات التي تواجه الإعلام

 

رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الإعلام، إلا أنه يواجه تحديات عديدة تؤثر على دوره في بناء الوعي. من

هذه التحديات:

  1. التحيز الإعلامي: يمكن أن يؤدي التحيز في وسائل الإعلام إلى نشر معلومات مغلوطة أو مشوهة، مما يؤثر على قدرة الجمهور على تكوين آراء مستنيرة.
  2. الرقابة والسيطرة: في بعض الدول، تتعرض وسائل الإعلام للرقابة والسيطرة من قبل السلطات، مما يقيد حرية التعبير ويحد من تنوع الآراء.
  3. التمويل والإعلانات: تعتمد الكثير من وسائل الإعلام على التمويل من خلال الإعلانات، مما قد يؤثر على استقلاليتها ويجعلها تخضع لضغوط الجهات الممولة.
  4. الأخبار الكاذبة: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الأخبار الكاذبة والمضللة تحديًا كبيرًا، حيث يمكن أن تنتشر بسرعة وتؤثر على الرأي العام بشكل سلبي.

في الختام، يمكن القول إن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في بناء وعي المجتمع وتطويره. من خلال نقل

المعلومات، وتعزيز الحوار المجتمعي، والتأثير على القيم والمعتقدات، يسهم الإعلام في تحقيق التنمية

الشاملة والنهضة الثقافية والاجتماعية. إلا أن هذا الدور يتطلب من الإعلاميين التحلي بالمسؤولية

والمهنية، ومن المجتمع العمل على تعزيز ثقافة التحقق والنقد البناء للمعلومات المتلقاة. فقط من خلال

تعاون جميع الأطراف يمكن للإعلام أن يحقق دوره الفعّال في بناء وعي مجتمع مستنير ومتعلم.

في الختام، يمكن القول إن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في بناء وعي المجتمع وتطويره. من خلال نقل

المعلومات، وتعزيز الحوار المجتمعي، والتأثير على القيم والمعتقدات، يسهم الإعلام في تحقيق التنمية

الشاملة والنهضة الثقافية والاجتماعية. مثال على ذلك هو جريدة “الأهرام” الإخبارية، التي تلعب دورًا

رئيسيًا في نقل الأخبار والمعلومات بمصداقية ومهنية، مما يساعد في تشكيل وعي القراء بقضايا

المجتمع المحلي والدولي.

إلا أن هذا الدور يتطلب من الإعلاميين التحلي بالمسؤولية والمهنية، ومن المجتمع العمل على تعزيز

ثقافة التحقق والنقد البناء للمعلومات المتلقاة. فقط من خلال تعاون جميع الأطراف يمكن للإعلام أن

يحقق دوره الفعّال في بناء وعي مجتمع مستنير ومتعلم، مما يساهم في دفع عجلة التقدم والتطور في

كافة المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى