يعيش الشرق الأوسط حالة من الترقب الشديد، حيث بدأ الاجتياح البري الإسرائيلي في لبنان بالتزامن مع تصاعد الهجمات الصاروخية في مناطق أخرى، حيث لم تعد نيران الحرب تقتصر على لبنان وحدها بعد غزة بل قامت ايران اضيا بشن هجمات صاروخية على تل أبيب لتصبح المنقطة على صفيح ساخن.
غارات إسرائيلية على لبنان
وتزايدت المخاوف من أن يتسع نطاق الصراع مع تصاعد العنف وانتشار المواجهات المسلحة، مما يثير الشك حول أن كابوس الحرب الشاملة قد يصبح حقيقة وشيكة.
في ظل هذه التطورات، تعيش الدول المجاورة في حالة من عدم اليقين، إذ أن اشتعال الجبهة اللبنانية قد يجر معها جبهات أخرى، ليصبح الصراع أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على الاستقرار الإقليمي.
من جانبه، قال الدكتور محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، إن حدوث تدخل بري في لبنان أصبح مسألة وقت، هذا التدخل جزء من سيناريو تم الاتفاق عليه في اجتماع ضم مستشار الأمن القومي الأمريكي ومسؤولين إسرائيليين في 4 أغسطس الماضي.
واضاف لمحلل السياسي اللبناني في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذا السيناريو ينقسم إلى أربع مراحل رئيسية، تبدأ المرحلة الأولى بإحداث إرباك في لبنان عبر تفجير أجهزة البيجر، تليها مرحلة “الأرض المحروقة”، والتي تم تنفيذها، والمرحلة الثانية تشمل اغتيالات، من بينها اغتيال أمين عام حزب الله، أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في الدخول البري إلى لبنان على عمق يصل إلى 15 كم من جهة الجولان باتجاه منطقة البقاع، مع إنزالات جوية وبحرية في شمال بحر الليطاني، بهدف إنشاء شريط أمني متاخم لفلسطين المحتلة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن ما يحدث حاليًا في غزة والضفة الغربية من حرب إبادة، كما أعلن عنها نتنياهو قبل الهجوم على لبنان، هو جزء من خطة أكبر تهدف إلى تشكيل شرق أوسط جديد، محذرًا من خطورة توسع الحرب بدعم أمريكي وأطلسي.
طالب جيش الاحتلال الاسرائيلي، عدد من سكان القرى بالجنوب اللبناني بإخلائها بشكل عاجل، زاعما أن قوات حزب الله تنتشر في هذه القرى التي سيستهدفها الطيران الإسرائيلي.
ونشر متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي أسماء القرى اللبنانية التي طالب بإخلائها على الفور وهي يارون، عين ابل، مارون الراس، طيري، حداثا عيتا الجبل (الزط)، جميجيمة، تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين، الشعيتية، كنيسة، الحنية، معركة، غندورية، دير قنون – مالكية الساحل، برج الشمالي، ابل السقي، صريفا، دير قنون النهر، العباسية، الراشيديه، بنت جبيل، عيترون.
وقال متحدث جيش الاحتلال في بيانه: كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر، وأي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه، محذرا من تواجد أي مواطن لبناني في قرى الجنوب.
كانت القناة 12 الإسرائيلية قد نشرت، فيديو يبرز سقوط صاروخ أطلقه حزب الله على شارع رقم 6 في كفار سابا (تل أبيب الكبري)، ما أدى لإصابة مستوطن بجروح متوسطة جراء الرشقة الصاروخية لحزب الله اللبناني.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنه تم رصد 3 صواريخ أطلقت من لبنان نحو تل أبيب الكبرى.
وبحسب سلطة الإطفاء الإسرائيلية، فقد اندلع حريق إثر سقوط قذيفة صاروخية قرب كفار سابا شمال تل أبيب.
دور مصر في دعم لبنان
من جانبه، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة اتصالاً هاتفياً في الأول من أكتوبر مع نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، وذلك لمتابعة تطورات الموقف في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، حيث جدد التأكيد على تضامن مصر الكامل مع لبنان فى هذا الظرف الدقيق والعمل على الحفاظ على استقراره ووحدته وسيادته.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، أن الوزير عبد العاطي أعرب عن إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي الخطير بجنوب لبنان، وأكد رفض مصر لأية محاولات لتكريس وضع جديد على الأرض يمس سيادة لبنان على أراضيه.
وأشار إلى أن هذا التصعيد ينذر بمخاطر إشعال المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وإنسانية وخيمة، واستمع الوزير من رئيس مجلس النواب لشرح للأوضاع السياسية والأمنية، فضلاً عن الأوضاع الإنسانية الآخذة في التدهور، خاصة نزوح ٧٥٠ ألف لبناني حتى الآن من القرى الجنوبية، والتأثير الكارثي لذلك على الشعب اللبناني.
وأكد الجانبان خلال الاتصال على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ دون انتقائية، داعين مجلس الأمن لتحمل مسئوليته وتنفيذ قراراته، والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي. كما شدد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان، وكذلك في قطاع غزة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس بري عن تقديرهم لشحنة المساعدات الطبية المصرية، والتي كان رئيس الجمهورية قد وجه بسرعة إرسالها إلى لبنان الشقيق، وذلك في إطار التخفيف من المعاناة التي يواجهها اللبنانيون في هذا الظرف الحرج.