فى مثل هذا اليوم عام 1962 افتتح مسرح الأمم ، واقرته منظمة اليونسكو ، يوما عالميا للمسرح يحتفل به كل عام ، وذلك باختيار أحد المبدعين ،ليكتب كلمة تترجم وتقرأ فى جميع مسارح العالم .
وقد تم تكريم المسرح المصرى ، باختيار سيدة المسرح العربى الفنانة القديرة سميحة أيوب لكتابة رسالة المسرح لعام 2023 , وليست هذه هى المرة الاولى التى تكتب فيها رسالة المسرح فى يومه العالمى ، فقد سبق لها ان كتبت هذه الرسالة من قبل منذ عشر سنوات.
ويهدف الاحتفاء بيوم المسرح العالمي فى 27 مارس من كل عام ،للترويج للفن المسرحى ، والقاء الضوء على قيمة هذا الفن الرفيع، الذي يعتبر أبو الفنون .
ولاشك ان المسرح جزء من التراث غير المادى ، و الارث الحضارى الذى يعكس ثقافة المجتمع ، والحوار مع الثقافات الأخرى ، ودعم قيم الانتماء والمواطنة .
ومن ذكرياتى الوظيفية الغالية فى مثل هذا اليوم عام 2002 ، ان شرفت بإنتاج وتقديم عرض لمسرحية “المحروسة 2015” لاستاذنا الكبير الكاتب الراحل سعد الدين وهبة .
وذلك على مسرح مركز الحرية للإبداع بالأسكندرية . وكان هذا أول عرض لهذه ” المسرحية التحذيرية” برغم ما كان يكتنف ذلك من صعوبات .
وأود ان اجدد الاشادة بالجهد الكبير ، والرؤية الفنية الرائعة للصديق العزيز الفنان القدير الدكتور عمرو دوارة الذى تولى إخراج هذه المسرحية فى زمن وجيز ،وبميزانية شديدة المحدودية ، وعناصر من الهواة الشباب متنوعى الثقافات ، وبعضهم كان يعتلى خشبة المسرح لأول مرة .
وقد لاقى هذا العرض احتفاء جماهيريا واسعا ،واشادة واسعة من الكتاب والنقاد . وتقديرا له فقد اختير كعرض اول لمهرجان الجمعية المصرية لهواة المسرح ، على مسرح السلام بالقاهرة ، وسط حفاوة كبيرة من كبار المخرجين وفنانى المسرح .
كما تم تقديم هذا العرض فى مواقع ثقافية عديدة ، آخرها ، المسرح العائم بالجيزة ، برعاية
اخى وصديقى العزيز ،وزميلي رفيق الدرب فى الثقافة الجماهيرية الفنان القدير عبد الرحمن نور الدين رئيس إقليم القاهرة الكبرى الثقافى سابقا .
وقيمة هذه المسرحية كما قدمها الكاتب الكبير سعد الدين وهبة أنها “مسرحية تحذيرية” كتبها عام 1995,واستبصر فيها بعين زرقاء اليمامة ، وعين المبدع الثاقبة ، مايدور فى العقدين الأخيرين من أحداث وتحولات فى مصر والعالم العربى .
وقال عنها فى تقديمه لها الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل : ” لابد ان اعترف ، وبدون استحياء او كبرياء ، ان الصديق الاستاذ سعد الدين وهبة قد اثار فزعى بمسرحيته الجديدة _ المحروسة 2015″ . وأردف : ” وسألت سعد الدين وهبه نفسه ما اذا كان يتصور ان مشاهد نصه المسرحي واردة بالفعل فى الواقع؟ وكان رده ” انه لم يفعل فى نصه غير انه وصل بالاحتمالات الى نهايتها المنطقية” !!.. ويواصل هيكل : وربما أترك نفسى للتفاؤل حين اقول اننى اقدر ان اى نص مسرحى قد يكون بشيرا والهاما فى لحظات نهوض الأمم ، غير أنه قد يكون تحذيرا ونذيرا فى أوقات التراجع ولا اقول السقوط” . ..
“ولعل المحروسة 2015 ، ان تكون من النوع الأخير صيحة نذير بالتحذير .
فاذا كان سعد الدين وهبه من القائلين بأن مصداقية المسرح هى قدرته على انتزاع شريحة من الحياة الواقعة او الحياة المحتملة ، فهو لابد قاصد ان يقول لنا بوسائل المسرح وأدواته : هذا ماينتظرنا فعلا “اذا لم” ….
…وتعليقي :
اليس مايدور اليوم ،يدلل على انه لم يتم تفعيل الشرط الكامن في ” إذا لم ” !!!!!..