"حرب أكتوبر 1973: يوم الكرامة قراءة في ملحمة الانتصار مع الاعلامي رافت عبده
بقلم : رافت عبده .
في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، يحتفل المصريون بذكرى من أعظم أيامهم
الوطنية، يوم يستعيد فيه الشعب المصري أمجاده وانتصاراته التي لا تزال محفورة في
الوجدان الوطني كرمزٍ للعزة والكرامة. إن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ليست مجرد ذكرى
لنصر عسكري، بل هي محطة بارزة في تاريخ مصر الحديث، حيث تألقت شجاعة أبنائها
واستعادة كرامتها على أرض المعركة.
الاعلامي رافت عبده ، يسلط الضوء في حديثها عن هذا اليوم التاريخي على القيم
الوطنية والإيمان الراسخ لدى المصريين في تحقيق النصر واسترداد الأرض، مؤكدة على أن
هذا اليوم ليس مجرد حدث عابر في ذاكرة الأمة، بل هو رمز خالد لروح التضحية والصمود.
ففي قلب تلك المعركة، تلاحمت الإرادة الشعبية مع القيادة العسكرية، ووقف الجنود
المصريون ببسالة على جبهة القتال، لا يعرفون المستحيل، مؤمنين بأن النصر من عند الله.
قال تعالى في سورة الأنفال: “وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم” (الآية 10)،
وهي الآية التي تجسد ما عاشه المصريون في تلك الحرب، حيث كان الإيمان بالنصر
وضرورة الدفاع عن الأرض هو المحرك الأساسي لكل جندي في ساحة القتال. فبعد ظلام
النكسة الذي خيّم على البلاد، بزغ شعاع من نور الأمل، كأشعة الشمس التي تمزق
ظلمة الليل، ليعيد الثقة والحلم في قلوب المصريين. هكذا كانت حرب أكتوبر، وهكذا
ستظل ذكراها محفورة في ضمير الأمة كواحدة من أنصع صفحات التاريخ المصري.
الوجدان الجمعي المصري لا يخطئ أبداً في استعادة هذا اليوم المجيد من كل عام، حيث
يجتمع المصريون بمختلف أعمارهم وخلفياتهم أمام شاشات التلفاز، يتابعون بفخر وإعجاب
ما حققته بلادهم من نصر مبهر على أعدائها. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى حرب، بل هو
مشهد متجدد يعيد للأذهان تلك اللحظات البطولية التي خاضها جنود مصر بأرواح مفعمة
بالإيمان والعزيمة لتحقيق النصر واسترداد الأرض المسلوبة.
يقول الاعلامي رافت عبده، “من ظلام النكسة الدامس، شعاع من نور الشمس يشق
قلب الظلام ليعيد الأمل والحلم لكل المصريين. وهكذا كانت حرب أكتوبر، وهكذا ستظل
ذكراها في الوجدان، باعتبارها المعركة الأكثر حضوراً ورسوخاً في الضمير المصري”. نعم،
كانت حرب أكتوبر ملحمة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث خاضها أبطالنا
بقلوب مليئة بالإيمان ورغبة جامحة في الانتصار. وقد كتب الله لهم النجاح، فحققوا الحلم
وتركوا لنا ذكريات لا تنسى، لتكون نبراساً يضيء دروب الأجيال القادمة ويبث فيهم الأمل
والطموح.
في هذا اليوم المجيد، لا بد أن نتذكر تلك الملحمة الوطنية التي سطرها أبطال مصر
بدمائهم الزكية، سواء كانوا من الأحياء أو الشهداء. هؤلاء الأبطال عاشوا بين دوي المدافع
وأزيز الطائرات وصوت الصواريخ التي كانت تنطلق لتحية كل المصريين. ولقد ردت مصر
التحية بأبهى صورها، بالدعاء لهؤلاء الأبطال الذين هم أحفاد مينا، وأحمس، ورمسيس
الثاني، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم من أبطالنا الذين اصطفاهم الله
للدفاع عن هذه الأمة.
وفي ختام حديثها،يوجه الاعلامي رافت عبده تحية إجلال وإكبار لمصر شعباً وقيادةً
وجيشاً، مؤكدة على أهمية غرس حب الوطن والانتماء إليه في نفوس الأجيال الجديدة.
كما يدعو إلى الحفاظ على ذكرى انتصارات أكتوبر ونقلها للأجيال الصاعدة لتكون دائماً
مصدر فخر وإلهام. رحم الله شهداء مصر وشهداء الأمة العربية، وأسكنهم الفردوس الأعلى،
وحفظ أبناء القوات المسلحة المرابطين في كل مكان من أرض الوطن، فهم الدرع الحامي
للوطن والأمة.
الاعلامي الدكتور ، بخبرته وعمق رؤيته الوطنية، يذكّرنا دائماً بأهمية الوفاء للوطن
والتضحية من أجله، فذكريات الماضي هي الوقود الذي يغذي طموحاتنا وآمالنا في
المستقبل.