كتب : رافت عبده
رد ناري من مصر والأردن علي ترمب بمقترح تهجير الفلسطينين، حيث تعتبر مسألة
نقل سكان غزة أحد المواضيع الحساسة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد
أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص هذا الشأن ردود فعل قوية من
قبل دول المنطقة. فجاءت مصر والأردن بمعارضة قاطعة لفكرته الساعية لنقل
الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيهما، ما يعكس التزامهما بحقوق الفلسطينيين
ورفضهما لأي حلول تؤدي إلى المساس بحقوقهم. أوضحت وزارة الخارجية المصرية
في بيانها أن أي محاولة للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك عبر
الاستيطان أو ضم الأراضي أو ركائز التهجير، تُعتبر غير مقبولة. إن موقف مصر يعكس
تاريخًا طويلًا من الدعم للقضية الفلسطينية، حيث ربطت مصر بين أمنها وأمن
الفلسطينيين؛ حيث ترفض جميع أشكال التهجير أو الضغط على الفلسطينيين
للانتقال من أراضيهم، معتبرةً أن الحق في العودة هو جزء جوهري من حقوقهم. من
ناحية أخرى، جاء رد حركة حماس ليؤكد رفضهم التام لأي مقترحات تتضمن تهجير
سكان غزة. الحركة أوضحت عزمها على إحباط هذه الخطة، مشددةً على أن سكان
غزة لن يتركوا أراضيهم وأن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة إنسانية يمكن
حلها عبر قرارات سياسية من الخارج. يتضح من هذه المواقف أن هناك توافقًا بين
القيادتين المصرية والأردنية حول رفض أي اقتراحات تسعى لتفريغ غزة من سكانها،
بما يعني أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب حلولًا قائمة على العدالة
والشرعية الدولية، وليس عبر مقترحات تفتقر إلى الحقوق الأساسية للفلسطينيين.
ختامًا، إن مسألة نقل سكان غزة لا تعكس فقط تعقيدات الصراع الفلسطيني، بل تعكس أيضًا مواقف الدول العربية المجاورة التي تسعى نحو حماية حقوق
الفلسطينيين. يمثل هذا السياق خطوة مهمة نحو تعزيز الحقوق الفلسطينية، ويضع
عراقيل أمام أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية في المنطقة.
